|| مرحبا ||

مرحبا بك في مدونة محمد بن أحمد المالكي الشخصية أتمنى أن تقضي أجمل الأوقات بين جنباتها ..

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

حسين من جبل العز إلى جنة العز

ما أجمله من وسام وما أروعه من فخر .. شهيدنا البطل حسين بن جبران محمد العزي المالكي نال هذا الوسام وتزين به ونقش الفخر على صدور إخوانه .. شاب ولد وترعرع في جبال العزة وسطر أروع الأمثلة في ميدان العز وأرض العزة وستشهد رمال الخوبة بأن دمائك الزكية قد عطرتها وروتها حتى خلدت اسمك فيها .. ليبقى اسمك شهيد جبل العزة في أرض ومعركة العزة وإلى جنة العز والخلد بإذن الله .. لا غرو في هذا الفخر فهو الفخر لا غيره ولنا في سيدنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم أجمل قدوة فقد تمنى أن يجد الشهادة ليغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر عندما قال : ( والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل ) وهذا من عظم أجر الشهادة في سبيل الله .
شهيدنا ما زلت حيا عند الله وفي قلوبنا جميعا .. يقول الإمام النووي رحمه الله :\" وأما سبب تسميته شهيداً فقال النضر بن شميل : لأنه حي؛ فإن أرواحهم شهدت وحضرت دار الإسلام وأرواح غيرهم إنما تشهدها يوم القيامة. وقال ابن الأنبا ري : إن الله تعالى وملائكته عليهم الصلاة والسلام يشهدون له بالجنة. وقيل : لأنه شهد عند خروج روحه ما أعده الله تعالى له من الثواب والكرامة . وقيل : لأن ملائكة الرحمة يشهدونه فيأخذون روحه . وقيل : لأنه شهد له بالإيمان وخاتمة الخير بظاهر حاله . وقيل : لأن عليه شاهداً بكونه شهيداً، وهو الدم . وقيل : لأنه ممن يشهد على الأمم يوم القيامة بإبلاغ الرسل الرسالة إليهم،وعلى هذا القول يشاركهم غيرهم في هذا الوصف \" .
شهيدنا أنت ما زلت حيا فالشهداء أحياء عند الله تعالى ، يقول سبحانه : ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ ) . ويقول : ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ) .
فإذا قُتل الشهيد أظلته الملائكة بأجنحتها، قال جابر رضي الله عنه : لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ جِيءَ بِأَبِي مُسَجًّى وَقَدْ مُثِلَ بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ فَنَهَانِي قَوْمِي، فَرَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ أَمَرَ بِهِ فَرُفِعَ، فَسَمِعَ صَوْتَ بَاكِيَةٍ أَوْ صَائِحَةٍ فَقَالَ (مَنْ هَذِهِ))؟ فَقَالُوا : بِنْتُ عَمْرٍو أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو . فَقَالَ ( وَلِمَ تَبْكِي؟ فَمَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ )) .
شهيدنا الغالي ليعرف الناس من أنت .. أنت إن شاء الله من خير الناس منزلا .. يجري عليك عملك حتى تبعث إن شاء الله .. وروحك في جوف طير أخضر يرد أنهار الجنة ويأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش إن شاء الله .. فأنت تأمن من الفزع الأكبر إن شاء الله .. وتشفع في سبعين من أقاربك إن شاء الله .. وتزوج باثنتين وسبعين من الحور العين إن شاء الله .. وتلبس تاج الوقار ، الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها إن شاء الله .. وتأمن من فزع القبر بإذن الله ..
شهيدنا إننا على فراقك اليوم لمحزونون .. وندعو الله أن يتغمدك برحمته وأن يسكنك فسيح جناته وأن يلهم أهلك وذويك الصبر والسلوان ويبارك في ذريتك ويصلحهم إنه ولي ذلك والقادر عليه .


محمد أحمد المالكي
8 / 12 / 1430