المد الفارسي يسعى لتغلغل إلى جزيرة العرب عن طريق الحدود اليمنية السعودية وذلك بدفع العملاء الحوثيين للتسلل إلى الأراضي السعودية من الجنوب , وذلك بعد أن خانوا هؤلاء الخوارج حكومتهم وخانوا الجوار , ولا أحد يشك في أن هؤلاء المرتزقة قد تلقوا التعليمات النهائية من إيران وأصبحوا على اتصال دائم معها , وبعد انكشاف أمرهم أصبحوا يستعينون بمواني اريتريا الغير مراقبة للتواصل مع إيران وجلب العدة والمال والعتاد وكل ذلك رغبة في زعزعة أمن المملكة العربية السعودية واستقرارها فكما يقال : ( كل ذي نعمة محسود ) وكما يقال : ( احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة ) لذا فقد ارتكزت سياسة المملكة العربية السعودية في علاقاتها الخارجية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله على الوقوف بكل الثقل مع جميع المسلمين في قضاياهم العادلة لاسترداد حقوقهم المغتصبة أو المعتدى عليها وتقديم الدعم السياسي والإعلامي والمالي لدعم قضايا الأمة كلما قامت الحاجة إلى ذلك .
ولهذا لا أحد ينكر المواقف السعودية الخالدة التي قدمتها حكومة المملكة العربية السعودية لجمهورية اريتريا ففي مارس (2000م) أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله بإرسال ست طائرات محملة بمواد إغاثة تشمل المواد الغذائية والأدوية الطبية والخيام إلى أسمرا عاصمة إريتريا .
وفي جانب الدعوة الإسلامية قام الملك فهد رحمه الله بتشييد وترميم ستة مراكز إسلامية في اريتريا سمى احدها باسمه وهو مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الإسلامي رحمه الله .
وفي الأول من يونيو من عام 2008 م وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله سلّمت المملكة العربية السعودية مساعدات عينية لدولة اريتريا لمكافحة أسراب الجراد بقيمة ثلاثمائة ألف دولار أمريكي.
وغير ذلك من المواقف الخالدة التي قدمتها الحكومة السعودية لإخوانهم في اريتريا , يضاف إلى ذلك أن الثورة الإريترية، حظيت بدعم الدول العربية، سياسياً وعسكرياً ومادياً، طوال ثلاثين عاماً، حتى نال الشعب الإريتري استقلاله , ولكن للأسف بادلت اريتريا هذه المواقف بالنكران طمعا في تلبية رغبات الكيان الصهيوني سابقا والفارسي حاليا , فمواقفها ضد جيبوتي واليمن والسودان والصومال يدركه الجميع .
والآن بدأت التقارير تتوالى وتكشف الأدوار التي تقوم بها اريتريا في دعم التمرد الحوثي على حكومته والاعتداء الحوثي على سيادة المملكة العربية السعودية فتارة بتدريب هؤلاء المارقين وبتارة أخرى استقبال العتاد والذخائر في موانيها الشرقية كميناء عصب ومن ثم تصديرها إلى الحوثيين , ولهذا فهي قد أصبحت نقطة عبور آمنة للخوارج الحوثيين يتواصلون معها عبر ميناء ميدي اليمني , وحتى يومنا هذا لم يصدر أي شيء من الحكومة الاريترية التي أصبحت تخطب ود إيران مؤخرا .
وبعد أن انكشف الخطر القادم من البحر الأحمر على السواحل اليمنية عبر ميناء ميدي فقد وضعت القوات السعودية عينها على هذا الميناء وأصبحت تراقب حركة العبور لهذا الميناء للحد من تواصل الخونة الحوثيين مع الدعم الخارجي الآتي من إيران .
محمد أحمد المالكي
6 / 12 / 1430ه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق