لم يكن يوم الثلاثاء الموافق للخامس عشر من شهر ذي القعدة من العام الحالي ألف وأربعمائة وثلاثين للهجرة هذا اليوم الذي يصادف يوما من أيام الأشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال , نعم لم يكن يوما عاديا على هذه البلاد عندما تسللت يد الغدر الآثمة لتطعن الصدر الذي قدم لها الحب والإخاء لتطعن القلب الذي حوى الحب لها , نعم لقد كشف لنا جبل دخان مدى تغلغل الحقد والكراهية لهؤلاء المرتزقة ضد هذا الوطن .
ذلك اليوم الذي لم يكن أحدا من الشعب السعودي يتمنى حدوث ما حدث ولكن هي نزوات فئة خرجت على قانون بلدها التشريعي وخرجت على قانون ربها الإلهي بحرمة سفك الدماء .
في هذا اليوم تذكرت المقولة الخالدة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله أثناء الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت وتوغله على الحدود السعودية الكويتية عندما قال : \" لن نعتدي على أحد ولكن في المقابل لن نسمح بأن يؤخذ شبر واحد من أرضنا \" .
أنا أكتب هذه الكلمات ولا أدري ما يخفيه القدر لهذه الإعتداءت السافلة على جزء غالي من وطننا الحبيب في محافظة الحرث في جبل دخان ولكن ما يبعث في النفس أملا هو العزيمة التي أظهرها المواطن السعودي قبل أن يظهرها رجال قواتنا المسلحة من عزيمة صادقة وهمة عالية في الذود عن حياض وتراب الوطن مهما بلغت التضحيات .
أسرد لكم هنا ما سمعته من أحد الأخوة اليمنيين قبل عدة أشهر بأنهم يمنحون ويولون هذه الفئة الفاسقة حبا وولاءً كبيرا ضد حكومتهم ويؤيدونهم ’ فأنا هنا أهمس في أذن الجميع بان يتنبهوا لهؤلاء العمالة وخاصة الغير نظامين فربما يكون قنابل موقوتة في قادم الأيام ضد أمن واستقرار أمن هذا الوطن .
ومما لا شك فيه أن اعتداءهم السافل على هذا الجزء الغالي له ترسبات كبيرة في قلوبهم لنيل من هذا الوطن , وأعلم كما يعلم الجميع أن ولاة الأمر يحسبون لكل احتمال ألف حساب فهم يعلمون مدى طول الحدود المرتبطة باليمن الشقيق وان هذه العصابة المجرمة المرتزقة تستولي على كثير من المناطق المتاخمة للحدود مع السعودية من الخوبة غربا حتى نجران شرقا مرورا بفيفا ومحافظة الداير التي ترتبط مع اليمن بإمتداد طويل من الحدود الجبلية الوعرة .
ختاما أدعو الله كما يدعو الجميع بأن يتغمد الله الشهداء برحمته وان يشافي ويعافي من أصيب ليرجع إلى مقدمة الصفوف ’ وأدعو الله أن يدحر هؤلاء المعتدين ويردهم خائبين وان يفضح أمرهم ويفشل مخططاتهم .
محمد أحمد المالكي
محافظة الداير ـ بني مالك
16 / 11 / 1430 ه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق