الساعة تشير إلى الخامسة فجرا من صباح الأربعاء...
وفجأة بدون مقدمات وبدون موعد ...
جوال يرن ...
رسالة في صندوق الوارد ...
أسترجع وأقول عسى خير ...
أفتح الرسالة وهي من أحد الأصدقاء ...
زاد الشك وحضرت الحيرة ... يارب لطفك ...
جبران حسين أبو وليد توفي ...
خمس كلمات فقط ... لكنها كخمسة جبال فوق رأسي ...
أعيد القراءة مرة ومرات ... لعل المرسل يكون بالخطأ ...
أتصل عليه للتأكد ... قال : نعم أبو وليد توفي ...
أسترجع ... أتحوقل ...
إن لله وإنا إليه راجعون ... لا حول ولا قوة إلا بالله ..
الموت حق ...
لا شك في ذلك ...
مات أفضل الخلق صلوات الله وسلامه عليه ... لا سبيل إلى الخلاص من الموت ...
رحمك الله أبا وليد ...
صاحب الأخلاق العالية ...
صاحب القلب الطيب ...
لا يعرفك إلا من جالسك ...
جيرانه يثنون عليه ... زملاءه في العمل يرتاحون لوجوده ...
أبناءه الطلاب يرون فيه القدوة الصالحة ...
أصدقاءه الذين يمارس معه هوايته المفضلة يرون فيه المثل الأعلى في إخلاصه وتضحياته وحبه للغير ...
الجميع يحب أبو وليد ... نعم فمن عرفه وخالطه أحبه ...
قلَّ أن تجد لمثل أخلاقه شبيها ...
ابتسامته حاضرة في كل لقاء يلاقي فيه أصحابه وأصدقاءه ....
لا تراه إلا مبتسما ... مادا يده لاحتضان الغير ...
رحمك الله أبا وليد ...
وأعلى مكانك في الجنة ...
عزاءنا أنك ...
مت بارا بأمك ...
مت قائما بين يدي ربك ...
مت مربيا أولادك أفضل تربية ...
مت ولا أعداء لك ... بل الجميع يذكرك بالخير ...
رحمك الله أبا وليد ...
وفي جنة الخلد لنا معك لقاء بإذن الله ...
إنا على فراقك اليوم لمحزونون ...
اللهم اغفر لأبي وليد ...
اللهم نور قبره واجعله روضة من رياض الجنة ...
محمد أحمد المالكي
8 ـ 5 ـ 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق