هذه المرة فـُجعنا من قريب .. بقصد زعزة القلوب الصامدة في منطقتنا ولكن هيهات أن ينالوا من هذه القلوب ولو بإلتفاتة يسيرة ..
سمعت كما سمع الجميع وقرأت في صحفية بني مالك كما قرأه الجميع .. قرأت ذلك النبأ الأليم نبأ الإعتداء الغاشم الذي حصل صباح أمس الثلاثاء في محافظة الدرب وبالتحديد في ( نقطة تفتيش الحمراء ) .
نعم سالت دماء لتغرق ذلك الطريق الذي طالما مدّ قلبه الطيب لعابريه .. ولم يكن يدور بخَلده أنه سيأتي في يوم ٍمن الأيام بأن يتلقى رصاصة غدر من عابريه .
انطلقت رصاصة ورصاصه وشتان بينهما ..
فالأولى أسالت دماء حمراء في نقطة الحمراء .. دماء زكية ( نحسبه والله حسيبه ) دماء فاضت لبارئها وهي متوشحة بوشاح حماية الأمن في بلد الأمن والإيمان .. دماء يكفيها قوله صلى الله عليه وسلم : ( عينان لا تمسهما النار وذكر .. عين بات تحرس في سبيل الله ) ..
أيها الشهيد البطل .. إن وفاتك ستظل وساما على كل عابر لهذا الطريق .. وستظل وساما لكل جندي ورجل أمن في هذه البلاد ..
أيها الشهيد لقد فزت بالخير الذي وعده الرسول صلى الله عليه وسلم .. أيها الشهيد لقد مت وأنت تحمي أمن وطنك وأمن مجتمعك وأمن أهلنا وأهلك .. فرحمك الله رحمة الأبرار .. وأسكنك فسيح جنة الأطهار ..
وأما الرصاصة الثانية فقد أسالت دماء غادرة .. وأسالت دماء شربت الخداع والتخفي .. دماء لا هم لها إلا زعزعة أمننا وإيماننا .. فسلمت يدٌ أسالت تلك الدماء وحسابها عند رب السماء ..
ولمحاسن الصدف كنت قد مررت بذلك المكان قبل أقل من أربع وعشرين ساعة من حادث الغدر ..
مررت ورأيت كما يرى الجميع مدى إخلاص وتفاني أفراد ذلك الموقع الذي يشهد له كل من مرّ بذلك الطريق يشهد لهم بإخلاصهم في عملهم ..
ويشهد لهم بدقتهم في الملاحظة ..
ويشهد لهم بتفانيهم في حفظ الأمن ..
مررت من هناك وكنت أحدث نفسي بعد أن رأيت أحدهم قد ولج إلى إحدى الشاحنات وأخذ يقلب محتوياتها ويفتش بكل دقة ..
وآخر يتثبت من أوراق أحد السائقين ..
وآخر يتحدث لأحد قائدي السيارات ..
كنت أحدث نفسي أن هؤلاء الأبطال هم قدوة لجميع المواطنين في إخلاصهم في عملهم وحبهم لحماية وطنهم ..
ختاما ..
واجب عليّ وواجب على كل مواطن مخلص أن يدعي لشهيدنا بالرحمة وأن يسكنه فسيح جناته وواجب أن يدعو بأن يحمي ربنا أمننا ويحمي وطننا ويحمي قادتنا .
محمد أحمد المالكي
أبها
فجر الأربعاء 25 / 10 / 1430 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق